الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: العبر في خبر من غبر **
وانضم إليهم الحارث بن أبي شريح الخارجي. فاقتتوا وجاوزوا نهر جيحون. وأغاروا على مرو الروذ. فسار إليهم أسد بن عبد الله القسري فالتقَوا ونصَر الله وقتلهم المسلمون قتلًا ذريعًا. وفيها افتتح مروان الحمار ثلاثةَ حصون وأسر الملك تومان شاه وبعث به إلى هشام. وفيها توِفي أبو الحباب سعيد بن يسار المدني مولى ميمونة. روى عن عبد العزيز وجماعة. وفيها توِفي بالإسكندريّة عبد الرحمن بن هُرمز الأعرج صاحبُ أبي هريرة. وفيها توفي عبدُ الله بن عبيد الله بن أبي ملَيكَة القرشي التيمي المدني عن سن عالية. وقد ولى القضاء لابن الزبير. وكان مؤذن الحَرَم. وفيها فقيه أهل دمشق عبد الله بن أبي زكريا الخزاُعي. وكان عُمر بن عبد العزيز يُجلسه معه على السرير. قال أَبو مسهر: سيد أهل المسجد. قيل: بما سادهم قال: بحسن الخلق. قلتُ: أرسل عن أبي الدرداء وعبادة. وهو ثقةٌ قليلُ الحديث. وفيها وقيل في سنة ثمان عشرة الحافظ أبو الخطاب قَتَادة بن دعامة السدوسي. عالم أهل البصرة. روى معمر عنه. قال: أقمتُ عند سعيد بن المسيب ثمانية أيام. فقال لي في اليوم الثالث: ارتحل يا أعمى فقد أترفتني. وقال قَتَادة: ما قلتُ لمحدث قطّ أعدهُ علي وما سمعتُ شيئًا إِلا وعاه قلبي. وقال فيه شيخُه ابن سيرين: قَتاَدة أحفظ الناس. وقال أحمد: قل أن نجد من يتقدم قَتادة. كان عالمًا بالتفسير وباختلاف العلماء. ويُقال فيها محمد بن كعب القرظي. ورّخه الواقديُّ والفلاس وقد مرّ. وفيها موسى بن مروان بن وَرْدَان المصري القاضي. روى عن أبي هُرَيْرَة وسعيد وطائفة. وعاش نيفًا وثمانين سنة. قال أبو حاتم: ليس به بأْس. قلت: آخر أصحابه ضمَامُ بن إسماعيل. وفيها توفي مَيْمونُ بن مِهْران الرقي أبو أيوب الفقيه قاضي الجزيرة. و كَان من العلماء العاملين. روى عن عائشة وأبي هريرة وطائفة. وفيها توفي فقيه المدينة أبو عبد الله نافع مولى ابن عمر. قال عبيد الله بن عمر: بعث عمر بن عبد العزيز نافعًا إلى مصر يعلمهم السنن. قلت: وقد روى نافع أيضًا عن عائشة وأبي هُرَيْرَة. وفيها توفيت عائشة بنت سعد بن أبي وقاص بالمدينة. وقد ِرأت ستًا مِن أمهات المؤمنين وعاشت أربعًا وثمانين سنة. وفيها توفيت سُكَيْنَة بنت الشهيد الحسين بن علي بالمدينة. وكانت من أجمل النساء. تزوّجها سنة ثمان عشرة ومائة يُقال فيها تُوفي أبو جعفر الباقر ومكحول. وقد ذكِرا. وفيها توفي علي بن عبد الله بن عبّاس بن عبد المطلب العباسي جدُّ الخلفاء بأرض البلقاء. وولد ليلة قتل علي رضي الله عنه. وكان من أجمل قريش وأجلَها وأهيبها. قال الأوزاعيّ وغيره: كان يسجدُ كل يَومٍ ألفَ سجدة. وقيل: كان يُقال له السجاد لكثرة صلاته. وفيها توفي عمرو بن شعيب. محمد بن عبد الله بن عمرو بن العاص السهمي أبو إبرهيم. روى عن زينب ربيبة النبي صلى الله عليه. فهو تابعيّ. وثقه يحيى بن مَعِين وِابنُ راهُويَه. وهو حسنُ الحديث. وفيها توفي عُبادة بن نسي الكندي قاضي طبرية. وكان شريفًا جليل القدر موصوفًا بالصلاح. روى عن شداد بن أوْس وجماعة. وفيها في المحرم قارىء الشام أبو عمران عبد الله بن عامر اليحصبي الدمشقيّ. وله سبع وتسعون سنة. قرأ القرآن العظيم على المغيرة بن أبي شهاب عن قراءته على عثمان. وقيل إنه قرأ على عثمان نفسه نصف القرآن. وورد أيضًا أنه قرأَ على أبي الدّرْداء. وحدث عن فَضَالة بن عبَيد والنّعمان ابن بشير وَولي قضاءَ دمشق رحمه الله. وفيها عبد الرحمن بن جبيْر بن نفَير الحضرمِي الحمصي. وهو مُكْثرٌ عن أبيه وغيره. ولا أعلمه روى عن الصحابة. وقد رأى جماعة من الصحابة. وفيها عبدُ الرحمن بن سابط الجمحِي المكيّ الفقيه. روى عن عائشة وجماعة. وفيها معبد بن خالد الجدلي الكوفيّ القاص. روى عن جابر بن سمرة وجماعة. وفيها أبو عشانة المعَافري حَيّ بن يومن بمصر. روى عن عُقبَة بن عامر وجماعة. سنة تسع عشرة ومائة فيها غزا مروان غزوة السانحة فدخل من باب اللان فلم يزل يسير حتى طلع من بلاد الخزر. ومر ببلَنجَر وسَمَندر وانتهى إلى مدينة خاقان الترك فانهزم خاقان. وفيها توفي إياس بن سَلََمَة بن الأكوع المدني. روى عن أبيه. وفيها وقيل سنة اثنتين وعشرين توفي حبيب بن أبي ثابت الكوفيّ فقيه الكوفة ومفتيها. مع حَماد بن أبي سليمان بل هو أكبر من حَمّاد وأجَل مكانةً. روى عن ابن عباسن وابن عمر
وفيها فقيه دمشق سليمان بن موسى الأموي الأشدقُ. مولى بني أمية. روى عن أْبي أمامة ووَاثلة وطائفة. قال سعيد بن عبد العزيز: كان أعلم أَهلِ الشام بعد مكحُول. وقالَ ابن لَهيعة: ما لقيت مثله. وفيها قَيْسُ بن سعد المكي صَاحبُ عطاء. وكان مفتي أهل مكة في وقته. وفيها الأمير أبو شاكر مُعَاويةُ ولد الخليفة هشام بن عبد الملك. وكان أنبلَ أولاد أَبيه جوادًا مُمدحًا. وَلي الغزو مرات وهو جد أمراء الأندلس. سنة عشرين ومائة فيها وقيل سنة ثمان عشرة. توفي أنس بن سيرين أخوه محمد ابن سيرين وله خمس وثمانون سنة. روى عن ابن عباسن وجماعة. وفيها فقيهُ الكوفة أبو إسماعيل حماد بن أبي سليمان الأشعري مولاهم. صاحبُ إبراهيم النخَعي. روى عن أنس بن مالك وسعيد بن المسيب وطائفة. وكان سَريًا محتشمًا يفطر كل ليلة في رمضان خمس مائة إنسان. وقال شُعْبَة: كان صَدُوقَ اللسان. وفيها توفي عاصم بن عُمر بن قَتَادَة بن النعمان الأنصاري شيخُ محمد بن إسحاق. وكان إخباريا علامةَ بالمغازي. يروي عن جابر وغيره. وفيها توفي قارىء أهل مكة أبو معبد عبد الله بن كثير الطائي مولاهم الفارسي الأَصل الداري العطّار. قرأ على عبد الله بن السائب المخزومي وعلى مُجاهد وحدث عن ابن الزبير وغيره. وفيها توفي سيدُ أهل الجزيرة عَديُّ بن عدي بن عُمَيْرة الكندي الأمير. وكان فقيهًا ناسكًا كبير الشأْن. ولأبيه صُحبة. وفيها توفي عَلْقَمَةُ بن مَرثَد الحَضرمي الكوفيّ. وكَان ثبتًا في الحديث. روى عن طارق بن شهاب ولطارق صُحبَة ما. وفيها توفي قيس بن مسلم الجدلي الكوفي. صاحب طارق ويَقال إنه ما رفع رأسه إلى السماء منذ زمنان تعظيمًا لله. وفيها توفي محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي المدني الفقيه. روى عن أسامة بن زيد وأبي سعيد وطائفة وجده من المهاجرين. وفيها توفي واصل الأحدبُ الكوفي. يروي عن أبي وائل وطبقته. وفيها توفي أبو بكر بن محمد بن عمرو بن حزام الأنصاري قاضي المدينة. عن نيف وثمانين سنة. ويقال: كان أعلم أهلِ المدينة بالقضاء. وله خبرة بالسير. سنة إحدى وعشرين ومائة فيها غزا مروِان. فأتى قلعة بيت السرير فقتل وسبى ثم دخل حصن غومشك كذا وفيه سريرُ مُلكِهم فهرب منه الملك. ثم إن مروان صالحهم في العام على ألف رأس ومائة ألف مديٍ. ثم إنه سار حتى دخل أرض أرز ونطران كذا فصالحوه وصالحه تومان شاه على بلاده. ثم سار حتى نازل حمرين كذا وحاصرها شهرين ثم صالحهم وافتتح مسدارة صُلحًا وتهيأ لمروان في هذه السنة من الفتوحات أمرٌ عظيم ووقع في قلوب الترك والخَزَر منه رعبٌ شديد. وفيها توفي قاضي دمشق نمير بن أوس الأشعري أحد شعيوخ الاوزاعي. وأبو عبد الله محمد بن يحيى بن حبان الأنصاري المدني. وقد لقي ابن عمر. ورافع بن خديج. وطائفة. وكانت له حلَقة للفتوى. وفيها أو في التي بعدها. سَلمة بن كْهَيل الكوفي. روى عن جندب البجلي وطائفة. وكان من أثبات الشيعة وعلمائهم. حمل عنه شُعبة والثوري. وفيها مَسلَمة بن عبد الملك بن مروان الأموي الأميرُ ويلَقّبُ بالجرادة الصفراء. وكان موصوفًا بالشجاعة والإِقدام وَالرأْي والدهاء. ولي إرمينية وأذَربيجان غير مرة وإِمرة العراقَين. وسار في مائة وعشرين الفًا وغزا القسطنطينية في خلافة سليمان أخيه. وروى عن عمر بن عبد العزيز. وفيها قتل زَيدْ بن علي بن الحسين بن علي بالكوفة. وكان قد بايعه خلق كثير. وحارب متولي العراق يوسف بن عمر فظفر به يوسف وبقي مصلوبًا أربع سنين. ولما خرج أَتاه طائفة كبيرةٌ وقالوا: تبرأْ من أبي بكر وعمر حتى نبايعك. فأبى. فقالوا: إذًا نرفضك. فمن ذلك الوقت سُموا الرافضة. وسميت شيعته الزيدية. روى عن اَبيه وجماعة. وروى عنه شعبَة. وفيها قتل أحد الشجعان الأبطال أبو محمد البطال وله حروبٌ ومواقف ولكن كذبوا عليه فأفرطوا ووضعوا له سيرةً كبيرة كل وقت يزيد فيها من لا يستحي من الكذب. سنة اثنتين وعشرين ومائة فيها كانت بالمغرب حروب مزعجةّ وملاحم وخرجت طائفة كبيرة وبايعوا عبد الواحد الهواريَ. والتف عليه أممٌ من البربر. ثم نصير عليهم المسلمون وقتلوا منهم خلقًا. وفيها توفي قاضي البصرة أبو وائلة إياس بن معاوية المزني أحد من يضرب به المثل في الذكاء وفيها بكير بن عبد الله بن الأشج المدني الفقيه. نزيل مصر وأحد شيوخ الليث بن سعد. وهو من صغار التابعين. وفيها زيد بن الحارث اليامي. روى عن إبراهيم النَخَعِي وخلق من كبار التابعين. وفيها سيار أبو الحكم صاحب الشعبي. وهو واسطي حجة مشهور. وفيها يزيد بن عبد الله بن قسيط الليثي المدني عن سن عالية. لقِي أبا هريرة. وفيها أبو هاشم الرماني الواسطي. واسمه يحيى. كان سكن قصر الرمان بواسط. روَى عن أبي العالية وجماعة. وفيها قتل زيد بن علي. قاله خليفة. وقد مر في التي قبلها. سنة ثلاث وعشرين ومائة فيها قتل بالمغرب كْلثوم بن عياض القشيري في عدة من أمرائه واستبيح عسكره ومُزقوا. هَزمهم أبو يوسف الأزري رأس الصُفرية. و كَان كلثوم قد ولي دمشق لهشام ثم ولاه غزو الخَوارج بالمغرب. وأتبعت الصفرية من انكسر من المسلمين. فثبت لهم بلجٌ القًشَيري ابن عم كُلثوم. وكان النصر وللَه الحمد. وفيها حج بالناس يزيد ابنُ الخليفة هشام ومعه الزهري فأخذ عنه إذ ذاك مالك وابن عُيينة وأَهلُ الحجاز. وفيها توفي ثابت البناَنيّ بالبصرة عن أكثر من ثمانين سنة. وكان من سادة التابعين علمًا وفضلًا وعبادةً ونُبْلًا. وربيعةُ بن يزيد الدمشقي القصير شيخ دمشق بعد مكحُول. اسُتشْهد بإفريقية. وقد لقي جبير بن نُفَير وطائفة. قال نوح بن فَضَالَة: كان يفضل على مكحُول. وقال سعيد بن عبد العزيز: لم يكن عندنا أَحسن سَمْتًا في العبادة منه ومن مكحُول. وفيها سِماكُ بن حرب الدّهلِي الكوفيّ أحدُ الكبار. قال: أدركت ثمانين من الصحابة وذهَبَ بصري فدعوتُ الله فردّه الله عليّ. وقال العجلي: كان عالمًا بالشعر وأيامِ الناس فصيحا. وفيها أبو يونس مولى أبي هريرة وقد شاخ. واسمه سليمان بن جبَيْر. نزل مصر وأدركه الليثُ. وفيها عابد البصرة محمد بن واسمع الأزدي. أخذ عن أنَس ومُطرف بن الشخير وطائفة. وفيها قارىء أهلِ مكة بعد ابن كثير محمد بن عبد الرحمن بن مُحيَصن. ومنهم من يسميه عُمر فأظنهما أخوين. وله رواية شاذة في كتَاب المنهج وغيره. وقد روى عن صفية بنت َشْيبة وغيرها. سنة أربع وعشرين ومائة فيها تمت وقعةٌ كبيرة بالمغرب مع الصفرية. ورأسهم َمْيسَرَةُ الحقير. وذاق المسلمون منهم مشاقّ وبلاءً شديدًا. وفيها مات محمد بن عبد الرحمن بن سعد بن زرارة الأنصاري أحدُ الثقات. وقد ولي إمرة المدينة لعمر بن عبد العزير وأدركَه ابن عيَينَة. وفيها توفي القاسمُ بن أبي بزِة المكي. روى عن أبي الطفيل وجماعة يسيرة. وفيها في رمضان توفي الزُهري وهو أبو بكر محمد بن مُسلم بن عبَيْد الله بن عبد الله بن شهاب المدني أحد الأعلام. أربعٍ وسبعين سنة. سمع من سهل بن سعد وأَنَس بن مالك وخلق. قال ابن المديني: له نحو ألفي حديث. وكذا قال مكحول. وقال الليث: قال ابن شهاب: ما استودعتُ قلبي علمًا فنسيتْه. قال الليث: وكان يكثر شُرب العسل ولا يأكل شيئًا من النعاج. وقال أيوب: ما رأيت أعلم من الزهري. قلت: وكَان معظمًا وافر الحرمة عند هشام بن عبد الملك. أعطاه مرّة سبعة آلاف دينار. وقال عمروِ بن دينار: ما رأيتُ الدينار والدرهم عند أحَد أهون منه عند الزهري كأنها بمنزلة البَعرْ. سنة خمس وعشرين ومائة فيها توفي أبو سعيد سعيد بن أبي سعيد المَقبرِيّ عن سن عالية. روى عن سَعْد بن أبي وقّاص وأكثرَ عن أبي هُرَيْرَة. قال ابن سعد: ثقة. لكنه اختلط قبل موته بأربع سنين. قلتُ: ما سمع منه ثقة في اختلاطه. وفيها مات في ربيع الآخر الخليفةُ أبو الوَليد هشام بن عبد الملك الأموي. وكانت خلافته عشرين سنة إِلا أشهرا. وكانت دارُه عن الخواصين بدمشق فعمل منها مدرسة السلطانْ نور الدين. وكان ذا رأي وحزم وحلم. وجمع المال. عاش أربعًا وخمسين سنة. وكان أبيضَ جميلًا سمينًا أحول يخضب بالسوِاد. وفيها أشعت بن أبي الشعثاء الحارثي الكوفي. وآدمُ بن علي الشيباني الكوفي المدني. روى عن ابن عمر. وأبو بشر جعفر بن أبي وحشِية إياس صاحب سعيد بن جبَيْر. وقد روى عن عبّاد بن شُرحْبيل الصحابي. وأبو عبد الله محمد بن علي بن عبد الله بن عباس الهاشمي والد المنصور والسفاح وله ستون سنة وكان جميلًا وسيمًا مهيبًا نبيلًا. وكانت دُعاةُ بني العباس يكاتبونه وِيلقبونه بالإِمام. وفيها وقيل في سنة أربع زَيْدُ بن أبي أنيسة الجزريّ الرّهاوي الحافظ أحد علماء الجزيرة وله أربعون سنة. روى عن جماعة من التابعين. وفيها أو بعدها زيادُ بن عِلاَقة الثعلبي الكوفي. روى عن طائفة. وكان معمرًا أدرك ابن مسْعود وسمع من جرير بن عبد الله. وفيها صالح مَولى التوأمة المفتي وقد هرم وخرف. لقي أبا هريرة وجماعة. فيها في جُمادى الآخرة مقتلُ الخليفة الوليدِ بن يزيد بن عبد الملك بحصن البخرآء بقرب تدمر. وكانت خلافته سنة وثلاثة أشهر. وكان من أجمل الناس وأقواهم وأجودهم نظمًا. ولكنه كان فاسقًا متهتكًا. زعم أخوه سليمان أنه راوده عن نفسه. فقاموا عليه لذلك مع ابن عمه يزيد ابن الوليد الملقب بالناقص. لكونه نقص الجند أعطياتهم. وبويع يزيد الناقص فمات في العشرين من ذي االحجة من السنة عن ست وثلاثين سنة. وبويع بعده أخوهم إبراهيم بن الوليد. وكان في يزيد زهد وعدل وخير. لكنه قدري. قال الشافعي: ولي يزيد بن الولي فدعا الناس إلى القدر وحملهم عليه. وفيها توفي جبَلة بن سحيم الكوفي. روى عن ابن عمر ومعاوية. وفي المحرم هلك خالد بن عبد الله بن يزيد القسري الدمشقي الأمير تحت العذاب وله ستون سنة. وكان جوادًا ممدحًا خطيبا مفوهًا. وقال ابن معين: كان رجل سوءٍ يَقع في علي رضي الله عنه. ولي العراق لهشام. وفيها توفي دَرَاج بن سمعان أبو السمح المصريّ القاص مَولى عبد الله بن عمرو بن العاص. وسعيد بن مسروق والد سفيان الثوري. وقيل مات في سنة ثمان والله أعلم. وفيها عبد الرحمن بن القاسم بن محمد بن أبي بكر التيمي المدني الفقيه. وكان إمامًا ورعًا كثير العلم. وفيها على الصحيح سليمان بن حبيب المحاربي قاضي دمشق. روى عن معاوية وجماعة. قال أبو داود: وَلي قضاء دمشق أربعين سنة. وفيها الكميت الأسدي الشاعر المشهور. وعبد الله بن هُبيرة السبائي المصري وله ست وثمانون سنة. وعبيدُ الله بن أبي يزيد المكي صاحب ابن عباس. ويحيى بن جابر الطائي قاضي حمص. وفي أولها عالم أهلِ مكة في زمانه أبو محمد عمرو بن دينار الجُمحِيَ مولاهم المكي. قال عبد الله بن أبي نجَيج: ما رأيت أحدًا قطّ أفقه منه. وقال شعبة: ما رأيت أثبت في الحديث منه. قلت: سمع ابن عباس وجابرًا وطائفة. سنة سبع وعشرين ومائة لما بلغ مروان بن محمد بن مروان وفاة يزيد الناقص سار من إرمينية في جيوشه يطلب الأمر لنفسه. فجهّز إبراهيم الخليفة أخويه بشرًا ومسرورًا في جيش فكسرهما مروان وحبسهما. ثم نزل بمرج دمشق فحاربه سليمان بن هشام بن عبد الملك. ثم انهزم وعسكر الخليفة إبراهيم بن الوليد. فخلع نفسه وبايع مروان. وفي هذه الفتنة قتل يوسف بن عمر الثقفي الذي كان أميرًا بالعراق في السجن بدمشق. وقتل عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك والحكم وعثمان ابنا الوليد بن عبد الملك. وفيها توفي عبد الله بن دينار مولى ابن عمر بالمدينة. ومالك بن دينار البصري الزاهد المشهور. وعمير بن هانئ العنسي الداراني. روى عن معاوية في الصحيحين وعن أبي هريرة في السنن. قال له عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: أراك لا تفتر عن الذكر فكم تسبح قال: مائة أَلف إلا أن تخطىء الأصابع. وعبد الكريم بن مالك الجزري الحراني الحافظ كهلًا. ووهب بن كيسان المدني المؤدب عن سن عالية. وسعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوفَ الزهري المدني قاضي المدينة. قال شعبة: كان وفيها: توفي سنة تسعٍ. إسماعيل السدي الكوفي المفسر المشهور. وفيها وقيل سنة ثمان. أبو إسحاق السبيعي الكوفي عمرو بن عبد الله شيخ الكوفة وعالمها. وله نحو المائة. رأى عليًا وغزا الروم زمن معاوية. سنة ثمان وعشرين ومائة فيها ظهر الضحّاكُ بن قَيس الخارجي وقَتل متولّي الموصل. واستولى عليها. وكثرت جموعه وأغار على البلاد وخافه مروان. فسار بنفس فالتقى الجيشان بنصيبين. وكان قد أشار على الضحّاك أمراؤه أَن يتقهقر فقال: ما لي في دنياكم من حاجة. وقد جعلتُ لله علي إن رأيت هذا الطاغية أن أحمل عليه حتى يحكم الله بيننا. وعلي دينٌ سبعةُ دراهم. معي منها ثلاثة دراهم. ودام الحرب إِلى آخر النهار فقتل الضحاك في المعركة في نحو ستة آلاف من الفريقين أَكثرهم من الخوارج. وانهزم مروان لكن ثبت أمير الميمنة. وجاء الخبيريّ فملك مخيم مروان وقعد على سريره. فعطف نحو ثلاثة آلاف فأحاطت بالخبيري فقُتل وقام بأمر الخوارج شيبان فتحيّز بهم. وخندقوا على نفوسهم. وجاءَ مروان فنازلهم وقاتلهم عشرة أشهر كل يوم رايةُ مروان مهزومة. وكانت فتنةً هائلة تُشبه فتنة ابن الأشعث مع الحجاج.
وفيها خرج بسطام بن الليث بأذربيجان ثم قدم بلد نصيبين في نيف وأربعين رجلًا. فنهض لحربه عسكر الموصل فبيتهم وأصاب منهم ثم عاث بنصيبين ثم قتل. وفيها ولي العراقين يزيد بن عمرو بن هبيرة. وعزل عبد الله بن عمر بن عبد العزيز. وفيها توفي بكر بن سوادة الجذامي المصري مفتي مصر. وقد روى عن عبد الله بن عمرو وسهل بن سعد. وفيها جابر بن يزيد الجعفي من كبار المحدثين بالكوفة. روى عن أبي الطفيل. ومجاهد. وثقه وكيع وغيرهُ وضَعّفَه آخرون. وفيها أبو قبيل المعافري المصري حيي بن هانئ الفقيه سمع عقبة وعبد الله بن عمرو. وفيها عاصم بن أبي النجود الأسديَ مولاهم القارئ بالكوفة في زمانه وأحَدُ السبعة. وكان صالحًا خيرًا حجةً في القرآن. صدوقًا في الحديث. قرأ على أبي عبد الرحمن السلمي وزر بن حبيش. وفيها أبو عمران الجوني البصري عبد الملك بن حبيب عن سن عالية. سمع جندب بن عبد الله وجماعة. وفيها على الاصح أبو حصين الاسدي عثمان بن عاصم سيد بني أسد بالكوفة. وكان ثبتًا وفيها أبو الزبير المكي. محمد بن مسلم بن تدرس أحد العقلاء والعلماء لقي عائشة والكبار. وفيها أبو حمزة الضبعي البصري نصر بن عمران صاحب ابن عباس. وفيها فقيه مصر وشيخها ومفتيها أبو رجاء يزيد بن أبي حبيب الأزدي. مولاهم. لقي عبد الله بن الحارث بن جزء وطائفة. قال الليث: هو عالمنا وسيدنا. وفيها أبو التياح البصري صاحب أنس. واسمه يزيد بن حميد. قال أبو إياس: ما بالبصرة أحدٌ أحب إلي أن ألقى الله بمثل عمله من أبي التياح. سنة تسع وعشرين ومائة في رمضان كان ظهور أبو مسلم صاحب الدعوة بمرو. وفيها توفي المغرب وعابدها خالد بن أبي عمران التجيبي قاضي افريقية. روى عن عروة وطبقته. وفيها سالم أبو النضر المدني. وحديثه عن عبد الله بن أبي أوفى إجازة في الصحيحين. وفيها وقيل في سنة إحدى وثلاثين علي بن زيد بن جدعان التيمي البصري الضرير. أحد وفيها على الصحيح يحيى بن أبي كثير أبو نصر اليمامي. أحدُ الأعلام في الحديث. له حديثٌ في صحيح مسلم عن أبي أمامة وآخر في سنن النسائي عن أنس. فيقال: لم يلقهما. والله أعلم. وفيها قارىء المدينة أبو جعفر يزيدُ بن أبي القَعقَاع الزاهد العابدُ عن بضع وثمانين سنة. أخذ عن أبي هريرة وابن عباس. قرأ عليه نافع وإلياس وله ذكر في سنن. سنة ثلاثين ومائة فيها تُوفي بالبصرة شعَيب بن الحبحاب صاحب أنس. وأبو الحويرث عبد الرحمن بن معاوية الأنصاري المدني. وعبد العزيز بن رفيع المكي ثم الكوفي عن نيف وتسعين سنة. روى عم ابن عباس وجماعة. وشيبة بن نصاَح القارىء قرأ على أبي هريرة وابن عباس. وقال قالون: كان نافع أكثر َاتباعًا لشيبَة من أبي جعفر. وعبد العزيز بن صهيب البصري الأعمى. وكعب بن علقمة التنوخي المصريَ. روى عن أبي تميم الجيشاني وطائفة. وفيها وقيل سنة إحدى وثلاثين محمد بن المنكدر التيميّ الحافط الزاهدَ المدني القانت. وقد وفيها كانت موقعة قديد وقتل فيها خلق منهم مَخرَمَة بن سليمان الوالبي. روى عن عبد الله بن جعفر وجماعة. وفيها توفي أَبو وَجزة السعديّ المدني يزيدُ بن عبَيد الذي روى عن عُمير بن أبي سلَمة. وفيها توِفي يزيد الرشك بالبصرة. روى عن مُطرف بن الشخير وجماعة. وفيها توفي يزيد بن رومان المرني. روى عن عروة وجماعة. وقيل إنه قرأ على ابن عباس. وهو من شيوخ نافع في القراءة. وفيها توفي قاضي دمشق يزيد بن عبد الرحمن بن أبي مالك الهمداني الفقيه. أخذ عن واثلة بن الأسقع وطائفة. سنة إحدى وثلاثين ومائة فيها استولى أبو مسلم صاحب الدعوة على ممالك خراسان. وهزم الجيوش. واقبلت سعادة بني العباس وَولت الدنيا عن بني أمية. وفيها توفي علي بن زيد بن جدعان وقد مرّ. وفيها قتل أبو مسلم الخراساني إبراهيم بن ميمون الصائغ ظلمًا. روى عن عطاء ونافع. وفيها إسماعيلُ بن عبيد الله بن أَبي المهاجر الدمشقيّ مؤدّبُ أولاد عبد الملك بن مروان. وكان زاهدًا عابدًا. روى عن أنس وطائفة. وفيها فقيه أهل البصرة أَيوب السختيَاني أحد الأعلام. وكان من صغار التابعين. قال شعبة: كان سيد الفقهاء. وقال ابن عُيينة: لم ألق مثله. وقال حماد بن زيد: كان أفضل من جالسته وِأشدهم اتباعًا للسنة. وقال ابن المديني: له نحو ثمان مائة حديث. وفيها الزبير بن عدي قاضي الري يروى عن أنس وجماعة. وفيها سمَي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث المخزومي المدني. لقي كبار التابعين وفيها أبو الزناد الفقيه. أحد علماء المدينة. وهو أبو عبد الرحمن عبد الله بن ذكوان. لقي عبد الله بن جعفر. وأنسًا. قال الليثَ: رأيت أبا الزناد وخلفه ثلاث مائة تابعٍ من طالب فقهِ وعلم وشعرِ وصنوفٍ ثم لم يلبث أن بقي وحده وأقبلوا على ربيعة. قال أبو حنيفة: كَان أبو الزناد أفقه من ربيعة. وفيها فرقد السبخي. أحد الزهاد بالبصرة. حدث عن أنس وجماعة. وفيه ضعف. وفيها محمد بن جحادة الكوفي. يروي عن أنس وطائفة. توفي في رمضان. وفيها منصور بن زاذان زاهد البصرة وشيخُها. روى عن أنس وجماعة. وكان يصلي من بكرةِ إلى العصر ثم يُسبحُ إلى المغرب. وفيهَا همام بن منبه اليماني صاحب أبي هُريرة. وكان من أبناء المائة. قال أحمد: كان يغزو فجالس أبا هريرة. وكان يشتري الكتب لأخيه وهب. سنة اثنتين وثلاثين ومائة فيها ابتدا أمر دولة العباسية بني العباس. وبويع السفاح بالكوفة. وِجهز عمه عبدَ الله بن علي لمحاربة مروان. فزحف مروان إليه في مائة ألف إلى أن نزل بالزاب دون الموصل. فالتقوا في جمادى الآخرة. فانكسر مروان واستولى عبد الله على الجزيرة وطلب الشام. فهرب مروان إلى مصر وخْذل. وانقضت أيامه. فنزل عبد الله على دمشق وحاصرها. وبها ابن عم مروان الوليد بن معاوية ابن مروان. فأخذت بالسيف. وقتل بها من الأمويين عدة ألوف منهم أميرها الوليد وسليمان بن هشام بن وزرعة بن إبراهيم. وفيها توفي بمكة إبراهيم بن ميسرة الطائفي صاحب أنس. قال ابن عيينة: أنَا إبراهيم بن ميسرة: من لم تر عيناك والله مثله. وفيها توفي بالمدينة. إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة الأنصاريُ الفقيه وكان مالك لا يقدم عليه أحدًا لنبله عنده. وفيها قتل خالد بن سلمة بن العاص المخزومي الكوفي. وكان قد هرب إلى واسط مع يزيد بن عمر بن هبيرة فقتله بنو العباس. وفيها توفي سالم الأفطس الحراني الفقيه مولى بني أمية. قتله عبد الله بن علي. روى عن سعيد بن جبير وجماعة. وممن قتل عمر بن أَبي سلمة بن عبد الرحمن بن عوف الزهرِي. وفيها توفي أبو عبد الله صَفوانُ بن سُليم المدني الفقيه القدوَة. روى عن ابن عمر وجابر وعدة. قال أحمد بن حنبل: ثقة من خيارِ عباد الله يستنزلُ بذكره القطر. وفيها عبد الله بن طاوس اليماني ابن كَيسان اليماني النحوي. روى عن أبيه. قال معمر: كان من أعلم الناس بالعربية وأحسنهم خلقًا. ما رأيت ابن فقيهٍ مثله. وفيها منصور بن المعتمر أبو عتاب السلمي الكوفي الحافظ. أحد الأعلام. أخذ عن أبي وائل وكبار التابعين. وقال: ما كتبت حديثًا قط. وقال عبد الرحمن بن مهدي: لم يكن بالكوفة أحفظ منه. وقال زايدة: صام منصور أربعين سنة وقام ليلها. وكان يبكي الليل كله. وقيل: كان قد عمي من البكاء. وقد أكره على قضاء الكوفة فقضى شهرين. ومناقبه كثيرة يقال فيه يسير تشيع. وقتل بجامع دمشق يونس بن ميسرة بن حلبس المقرأ الأعمى وله مائة وعشرين سنة. روى عن معاوية والكبار. وكان موصوفًا بالفضل والزهد كبير القدر. وقتل بنهر أبي فطرس من الأردن الأمير محمد بن عبد الملك بن مروان الأموي. وله رواية عن أبيه. وفي ذي القعدة قتل الأمير أبو خالد يزيد بن عمر بن هبيرة الفزاري أمير العراقين لمروان وله خمس وأربعون سنة. وكان طويلًا شهمًا شجاعًا خطيبًا مفوهًا جوادًا مفرط الأكل واقع بني العباس فهزموه. فتحصن بواسط. فحاصره أبو جعفر المنصور أخو السفاح مدة ثم آمنه وغدر به وقتله.
وفيها كانت وقعة المسناة فقتل الأمير قحطبة بن شبيب الطائي المروزي أحد دعاة بني العباس. وتأمر على الجيش في الحال ولده. وفيها قتل مروان الخليفة الملقب بالجعدي وبالحمار عبر النيل طالبًا بلاد الحبشة. فلحقه صالح بن علي عم السفاح وبيتوه ببوصير. وقاتل حتى قتل وكان بطلًا شجاعًا ظالمًا أبيض ضخم الهامة ربع أشهل العين كث اللحية أسرع إليه الشيب. وعاش بضعًا وخمسين سنة. ذكره المنصور مرة فقال: لله دره ما كان أحزمه وأسوسه وأعفه عن الفيء. وقتل معه زبان أخو عمر بن عبد العزيز. وكان أحد الفرسان ولكن تقنطر به فرسه فقتلوه. وفيها قتل سليمان بن كثير الخزاعي المروزي الأمير أحد نقباء بني العباس. قتله أبو مسلم الخراساني. وفي ذي الحجة قتل بمصر عبيد الله بن أبي جعفر الليثي مولاهم المصري الفقيه. أحد العلماء والزهاد. ولد سنة ست. قال محمد بن سعد: كان ثقة بقية في زمانه.
|